"الشرابية".. والمناطق الشعبية!

ينشر صباح صباح الأربعاء 27 – 5 – 2020
استكمالا لحديث أمس عن "دور الدراما فى تنمية وعى المواطن"، والذى كان النموذج الأبرز له هذا العام مسلسل "الاختيار"، فإنه على الجانب الآخر، كانت هناك مسلسلات تعكس قيما سلبية بالغة السوء على المناطق الشعبية، مثل مسلسل "البرنس"، وتعميم صورة للنماذج الشاذة، والاستثنائية، فى هذه المناطق، وكأنها هى الصورة العامة .
بغض النظر عن دور محمد رمضان، الذى حاول من خلاله تغيير الصورة النمطية السلبية عن أدواره، وقيامه بدور العاقل الرشيد- فإن المسلسل، للأسف الشديد، دار حول ترسيخ مجموعة من القيم السلبية فى المناطق الشعبية، التى نادرا ما تُوجد فى مثل هذه المناطق.
فى أكثر من مرة سمعت جملة "أنت عارف أنا منين.. من الشرابية"!، يقولها الممثل، أو الممثلة، مقرونة بالعنف، وأخذ الحق بالقوة، والشراسة، وكأن الشرابية، والمناطق الشعبية كلها مجموعة من "الفتوات"، بمن فيهم السيدات.
المناطق الشعبية بها من القيم الإنسانية الراقية، مثل التواد، والتراحم، وصلة الأرحام، وإعانة الضعيف، وطيبة القلب، ما يفوق تلك القيم السلبية، التى حاول المسلسل نشرها عن تلك المناطق.
ربما تكون هناك علاقة بين فكرة المسلسل وفكرة فيلم " الإخوة الأعداء"، حيث إن كل أبطال المسلسل تم قتلهم، أو إعدامهم، مثل فيلم " الإخوة الأعداء"، بطريقة بشعة، وجنونية.
هناك حالات تحدث لديها مشكلات على الميراث، لكنها نادرة، وهناك إخوة أعداء فعلا، لكن ذلك ليس قاعدة، وإنما نماذج شاذة، ولا يقاس عليها، ومن لا يصدق هذا الكلام ينظر حوله، ويجيب عن سؤال: كم عدد الحالات، التى يعرفها فى المجتمع على غرار حالة مسلسل "البرنس"؟!
سؤال بسيط، والإجابة المؤكدة أن الحالات، التى يعرفها كل منا، نادرة، ربما حالة أو اثنتان، على أقصى تقدير، وربما لا توجد حالات على الإطلاق، والعكس صحيح تماما بالنسبة لحالات الإخوة المترابطين، أو الطبيعيين، فإننا نجدهم القاعدة والأصل.
نهاية المسلسل جاءت موفقة، بانتصار الخير، وهزيمة الشر، لكن حجم العنف، والدماء فيه شىء سيئ جدا، وسلبى، ويعطى صورة غير حقيقية عن المناطق الشعبية فى مصر.
عبدالمحسن سلامة